سيكون هذا المتصفح فقط لمقالات الشهيد الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح ،،
وبذلك يسعدنا أن يكون لدينا أرشيف وإن كان بسيط لهذا الرجل الذي خلد في تاريخ الكويت
ليعرف كل الناس من يكون فهد الأحمد وماذا كتب بيوم من الأيام
المقالات التي تم نشرها في جريدة الوطن الكويتيه
التي كان الشهيد أحد كتابها بيوم من الأيام
المقال الأول ،،
تصنيفات ومسميات
ليس من الضروري ان يكون لك اتجاهك السياسي وفكرك الخاص، أو ان تكون مرتبطا بخط سياسي معين أو تجمع ما حتى تكون لنفسك صفة أو تسمية سياسية في المجتمع الكويتي، وحتى لو كنت غير مرتبط بالسياسة، وفضلت بطبعك الابتعاد عن الخوض في دهاليزها ومشاكلها وانطويت تحت سقف بيتك وعائلتك ،،،
وحتى لو كنت ممن يرجحون كفة »الدق والنغم« ايضا سوف تجد من يتكرم عليك باعطائك لقبا أو صفة معينة مرتبطة بتجمع أو تنظيم أو اتجاه وما اكثر الصفات والتسميات في الكويت!!
ومن يسمع هذه التصنيفات والمسميات يعتقد اننا دولة عدد سكانها مائة مليون أو اكثر، بل قد يذهب به الظن الى ان هذه قطعة ارض لا حكومة ولا سياسة لها ابدا.
وينتعش هذا الوضع، وتزدهر الاسماء والالقاب مع سخونة مرحلة الانتخابات فنسمع عن شيوعي.. قومي.. وطني.. اقليمي.. اخونجي.. سلفي.. اشتراكي.. موالي.. ذنب.. قبلي.. عنصري.. انعزالي.. حكومي.. جامعي.. »امي« أو »خالي« وقد يحوز احدهم على بعض هذه الصفات أو كلها فليس هناك مانع! وكل هؤلاء يعدون بتصحيح الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية، ويتوعدون بمكافحة التسبب الاداري، وسيعدلون من وضع السياسة الاسكانية أو السكانية لا فرق.. وسيعملون على توسيع آفاق الحرية والديموقراطية.. وسوف يتصدون ولا شك لسياسة الكويت وعلاقاتها الخارجية.. و.. و.. و»الغرامية«.
ومثل هذا الكلام كنا نسمعه ونحن اطفال صغار، وقرأناه في مرحلة الشباب.. واصبحنا »نزايد به« ونحن رجال.. وقد تلهينا به طوال الوقت خلال المدة الماضية..! بينما الوضع ينحدر من سيء الى اسوأ، وهذا الحال من ذاك الحال أو المحال، ولا شيء يتغير، الاشخاص تتغير، والتسميات كما هي واستمر وضع البلد على ما هو عليه ايضا، ففيها فقير يحتاج، وغني باطر، وأفراد بلا سكن وآخرون يسكنون القصور وحدائق غناء.. جماهير تموت من »قهر« الطوابير وتأخير المعاملات وغلاء المعيشة والضحك على الذقون، وآخرون يرقصون على انغام حسرات وآهات »المستضعفون في الارض«، في الكويت طبعا وليس في ايران أو أي مكان آخر!
ومع تقديري واحترامي لجميع اصحاب تلك الاسماء والالقاب، ومعهم مبادئهم ومعتقداتهم، الا انه لا ينبغي ان نكون مثل ذاك الغراب الذي اضاع مشيته ومشية الحمامة، فلكل ما نحتاجه لبلدنا هو حكومة »قوية« حيوية فعالة ومجلس امة »كويتي« لا اكثر.
وفي النهاية فإن المصلحة العامة في غير الحاجة الى التسميات والالقاب بقدر ما هي بامس الحاجة »لحكومة قوية« ومجلس امة ينتخب من ابناء الشعب، ويمثل فعلا ابناء الشعب، بروح وطيبة اهل الكويت وخصوصية الكويت التي نعرفها تماما، بعيدا عن المزايدات والشعارات الرنانة التي ما اكثرها.. وما اسهلها!
وعندما تكون لدينا الحكومة القوية ومجلس امة »كويتي«.. لا مانع بعد ذلك ان يعتنق أي مواطن المبدأ الذي يتراءى له.. والاتجاه الذي يتلازم مع افكاره.
وكان المقال قد نشر في جريدة الوطن ،،
بتاريخ 1984/11/29