قبل فترة انتقدنا العداء البحريني المغربي الأصل رشيد رمزي لما قام به في إحدى البطولات في المغرب، لكن اليوم يتوجب علينا أن نشكر رشيد على ما حققه لمملكة البحرين في دورة الألعاب الأولمبية بالصين حين أدخل البحرين في التاريخ الأولمبي من أوسع أبوابه بتحقيقه الذهبية الأولمبية التاريخية الأولى لها بعد فوزه المستحق بسباق 1500 مترا إثر أداء بطولي يستحق أن نرفع له القبعة تقديرا.
تمنينا أن يخوض رشيد أيضا سباق ال5 آلاف متر لكونه أحد أبرز المرشحين وبطل للعالم في هذه الفئة، إلا أن قرار عدم المشاركة يجب أن يُحترم من قبل المدرب واللاعب باعتبار أن السباقين يفصل بينهما 24 ساعة فقط ما يعني أن الإرهاق قد يأخذ من رمزي ويجعله يقدم نتيجة غير مرضية.
شخصياً أوجه لرشيد رمزي تحية خاصة نظير ما قام به بعد السباق من حمله لعلم مملكة البحرين ودورانه حول المضمار بالعلم، في جانب آخر رفضه التقاط علم المغرب من عند أحد المشجعين الذي ربما كان يقصد شيئا آخر من هذه الحركة مستغلا الفرحة الكبيرة للعداء العالمي، وهذا التصرف يُحسب لرشيد رمزي الذي يمضي ليثبت يوما إثر يوم أنه مكسب للرياضة البحرينية.
بعد السباق أجرت معي قناة الجزيرة الرياضية مقابلة قصيرة ذكرت فيها بأن رشيد رمزي يعتبر استثمارا للرياضة البحرينية، وردا على سؤال لمراسل الجزيرة حول ما أعنيه من ذلك، أوضحت بأن رشيد حينما تم استقطابه للعب باسم البحرين لم يكن لاعبا عالميا معروفا في المغرب، لكن مع توافر الإمكانيات والمعسكرات الدائمة والتدريب المتقدم -الذي نتمنى توفيره أيضا للرياضيين البحرينيين أسوة بالطاقات المستقطبة- تمكن من البروز شيئا فشيئا وإثبات قدراته، وهو الأمر الذي حدا بجلالة الملك وهو الرياضي الأول في المملكة أن ينعم على رمزي بشرف حمل الجنسية البحرينية.
هو استثمار لاسم البحرين حين يرفع اسمها في محافل عالمية، لكن أيضا هي مطالبة توجه للاتحاد البحريني لألعاب القوى بشأن رمزي لكي تكتمل الصورة، ويتحول هذا اللاعب لاستثمار حقيقي له تداعياته الإيجابية ليس على الصعيد الشخصي بالنسبة له كلاعب بل على الجيل الناشئ من اللاعبين البحرينيين في ألعاب القوى، وذلك من خلال إنشاء أكاديمية لتدريب هذه المواهب بقيادة رمزي، من خلالها يقوم بطلنا العالمي الأولمبي بتقديم عصارة خبرته واستراتيجياته للاعبين البحرينيين.
طبعاً نبارك للرياضة البحرينية هذا الإنجاز، والذي أعتبره لا يقف عند رمزي البطل البحريني العربي بل يصل أيضا لما قدمته ابنة البحرين رقية الغسرة التي قدمت صورة مشرفة للبنت العربية سواء بظهورها باللباس الإسلامي أو من خلال تقديم الأداء المميز الذي يستدعي الإعجاب والتقدير.
وفيما يتعلق برقية، يمكننا التدليل هنا على أن الاهتمام والمتابعة وإصرار اللاعب من شأنه أن يسهم بتطوير مستواه إلى الأفضل، إذ قارنوا كيف كانت بدايات رقية وإلى أين وصلت، وهي مسألة تعني أنه بإمكاننا صناعة أبطال بحرينيين ناجحين من خلال توفير الدعم اللازم لهم.
هو يوم تاريخي بالنسبة للبحرين، يستحق أن نفرح به وأن نتطلع لمستقبل أفضل .
"نقلا عن صحيفة الوطن البحرينية"